ظلّ الدبلوماسي والوزير السابق، ناصر القدوة، وجها مألوفا، على مدار سنوات طوال، قضاها مندوبا لفلسطين في الأمم المتحدة، بينما أعلنت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، اليوم الخميس، فصله من عضويتها ومن الحركة؛ بناءً على قرار صدر عن جلستها التي أُجريت في آذار/ مارس الجاري.
ولم يكن غريبا، انتخاب القدوة (68 عاما)، الذي ارتبط اسمه دوما، بخاله، الزعيم الفلسطيني التاريخي، ياسر عرفات، عضوا في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني "فتح"، عام 2009.
وطوال وجوده في اللجنة المركزية، لم يُعرف عن القدوة، أي نزعة صدامية مع القيادة السياسية الفلسطينية، لكنّ قرار إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، فجّر مفاجأة من العيار الثقيل، إذ كرّر القدوة إطلاق انتقادات لاذعة للقيادة الفلسطينية، ولحركة "فتح".
كما أعلن القدوة نيته خوض الانتخابات التشريعية المقرر عقدها في 22 أيار/ مايو القادم، عبر قائمة منفصلة عن الحركة، أطلق عليها اسم "الملتقى الوطني الديمقراطي".
وسبق أيضا أن أعلن عزمه دعم القيادي في الحركة، مروان البرغوثي، في حال قرر الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 31 تموز/ يوليو، وهو ما قد يضعه في منافسة مع الرئيس الحالي، محمود عباس، وعلى إثر ذلك، قررت اللجنة المركزية لـ"فتح"، فصل القدوة، من الحركة.
وقال بيان صادر عن اللجنة المركزية للحركة، حمل توقيع عباس، إن قرار الفصل يأتي بعد انتهاء مهلة تم منحها للقدوة، يوم الإثنين الماضي، مدتها 48 ساعة للتراجع عن مواقفه المعلنة "المتجاوزة للنظام الداخلي للحركة وقراراتها والمس بوحدتها".
من هو القدوة؟
وُلد القدوة في نيسان/ إبريل 1953، في مدينة خان يونس بقطاع غزة.
وحصل على شهادة في طب الأسنان من جامعة القاهرة، في العام 1979.
وبين عامي 1980 -1986، ترأس الاتحاد العام لطلبة فلسطين في مصر.
وشغل القدوة العديد من المناصب في حركة فتح، والسلطة الفلسطينية.
وانتمى لحركة فتح منذ عام 1969، وعُيّن عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني، منذ العام 1975.
وانتخب القدوة عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، في العام 1989.
وفي عام 2009، انتخب عضوا في اللجنة المركزية، أعلى الهيئات القيادية للحركة، حتى تاريخ فصله.
كما شغل القدوة منصب وزير الشؤون الخارجية في الحكومة الفلسطينية، بين عامي 2005- 2006، ورئيس الفريق الفلسطيني أمام محكمة العدل الدولية، لمتابعة الفتوى القانونية بخصوص الجدار الفصل الإسرائيلي 2004.
ويرأس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات منذ العام 2007 وحتى اليوم.
ومثّل القدوة منظمة التحرير الفلسطينية، ولاحقا فلسطين في الأمم المتحدة بين عامي 1991-2005.
وعُيّن في العام 2012 مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة، وجامعة الدولة العربية بشأن سورية، حتى العام 2014، كما عُيّن في العام 2014 مبعوثا للأمين العام لجامعة الدول العربية بشأن ليبيا حتى 2015.
التعليقات